ثم نادى: يا أهل القبور من المؤمنين، تخبرونا بأخباركم، أم تريدون أن نخبركم؟
السلام عليكم ورحمة الله.
قال: فسمعنا صوتاً: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يا أمير المؤمنين، خبِّرنا عمَّا كان بعدنا؟
فقال علي: أما أزواجكم فقد تزوجوا، وأما أموالكم فقد اقتسموها، وأما أولادكم فقد حُشروا في زمرة اليتامى، والبناء الذي شيدتم فقد سكنها أعداؤكم، فهذه أخباركم عندنا فما أخبار ما عندكم؟
فأجابه ميِّتٌ: قد تخرقت الأكفان، وانتثرت الشعور، وتقطعت الجلود، وسالت الأحداق على الخدود، وسالت المناخر بالقيح والصديد، وما قدمناه وجدناه، وما خلفناه خسرناه، ونحن مرتهنون بالأعمال.
قال البيهقي عقبه:(في إسناده قبل أبي زيد النحوي مَن يُجهل، والله أعلم).
والأثر فيه نكارة، وفيه ضعف من قبل عبدالله بن الحسن، وعلي بن القاسم، ولم أجد الحديث بغير هذا الإسناد، ومن المستغرب أن يتفرد به النحوي عن سفيان بن عيينة! مع غرابة القصة ـ والله أعلم ـ.