وما نورده لا يتعدى إلى ما يُذكر من الخلاف أو الجدل بين الصديقة والصديق ـ رضي الله تعالى عنهما ـ حول إرث لها، أو منع لحقها، وإنما نبتغي من وراء ذلك الإتيان على نهج قولها وموقعه من الفصاحة والبيان ... ثم أورد الخطبة). سبحان الله! ! أهذا كلام طالب علم، نَقْدٌ للمحدِّثين ومَنهجِهم، وفيه لَفٌّ ودَوَرَانٌ وتَمويهٌ وكلماتٌ رنَّانة كلُّ هذا لِيَتَوصَّلَ به إلى إيرادِ المكذوبات وما أكثرها، وهذه الخطبة بالذات من وضع أعداء الصحابة، وقد تضمنت منكراً من القولِ وزورَاً، واتهاماً شنيعاً لأبي بكر وعامة الصحابة - رضي الله عنهم - بالنفاق والاستجابة للشيطان ... فاطمة - رضي الله عنها - غنية عن هذه الأكاذيب، فضائلها، تؤخذ من المعين الصافي من المحدثين لا من كتب الرافضة والصوفية ومن اتبهم من بعض جهلاء أهل السنة. وإني على يقين تام أن كاتب هذه الأحرف لا يعرف منهج المؤرخين والبلاغيين والحكماء والنحويين ... فضلاً عن منهج المحدثين. ثم يذكر الدعيس بعدالخطبة تعليق العقاد، ويذكر ما أُثِر عنها من الشعر! ! ثم يقرر إمكان صحة هذه الخطب والشعر، وانظر (ص ٧٥). ــ (ص ٧٥) يرجع مرة أخرى ليبتعد عن منهج المحدثين ـ ولم يقترب أصلاً ـ ويبرر لنفسه إيراد الأكاذيب، لأنه يورد هذا الهراء على منهج المفسرين، وكُتَّاب السِّيَر، ومنهج المؤرِّخين! =