واستشهدَ مفسِّرو كتابِ الله بشعر الجاهلية من قول امرئ القيس والحطئية والنابغة وعنترة وغيرهم، ولم يتثبَّتْ أحدٌ من نِسبة الشعر إليهم على طريقة إثبات الأحاديث عند أئمة الحديث ... إلخ قلت: هذا كلام مركَّب مخلَّط من رجل لايفهم مناهج مَن ذكرهم، ولا يحتاط لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته - رضي الله عنهم - ما الذي جاء بالاستشهاد بالشعر، والقصص، وأحداث التاريخ المتواترة، بموضوع جلُّه أحاديث نبوية وآثار عن الصحابة والتابعين عن فاطمة - رضي الله عنهم - منقولة بالأسانيد. ما الذي أخرج مئات الأحاديث النبوية عن فاطمة أو إحدى أخواتها أو زوجاته أو أحدٍ مِن الصحابة، مَن الذي أخرجها من جملة السنة النبوية المشرفة، وألحقها بالشعر الجاهلي بجامع أن تورد منها ما تشاء دون أن تتثبت! ! ألا ما أقبح الجهل والتعالم! ــ (ص ٧٨) لم يعرف الدعيِّس أسباب قلة أحاديث فاطمة، ثم يستظهر السبب: الانزواء والزهد! ! وانظر في هذه المسألة ما ذكرته في مبحث علمها، ومقدمة مسندها. المسألة واضحة لجميع طلبة العلم: كيف تحدِّث في المدينة في حياة والدها - صلى الله عليه وسلم -؟ وما احتاج الناس إلى أحاديثها وأحاديث الصحابة الذين في المدينة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأنهم يصلُّون معه، ويشاهدونه يومياً، ويستفتونه، ويتقاضون عنده، ويتعلمون منه مباشرة. =