للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فمتى تُحدِّث فاطمة؟
ثم إنها توفيت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر، في أولها الحزن على أبيها، وفي آخرها مرضها. وما بين ذلك وقت يسير، فكيف تحدِّث بمئات أو الآف الأحاديث؟ !
ـ (ص ٧٨) قال: (من عادة فاطمة الخوف الشديد من الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذر الزيادة أو النقص من حديثه، وهي تعلم تبعة ذلك).
هذه المعلومة من كيس المؤلف، أو نقلها من أحد المعاصرين الأدباء.
وصِفَةُ الاحتياط لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - موجودة عند جميع الصحابة ومن اتبعهم بإحسان.
ومن أين له: عادة، خوف شديد، تعلم تبعة ذلك؟ !
ـ (ص ٧٨) قال: (من طبعها الانزواء والبُعد عن صخب الحياة وضجيجها ... لِتَبتُّلِهَا ... ).
هذه المعلومة ليس لها أصل، وقد نقلها من أحد الكتابات الأدبية المعاصرة كالعقاد ... أو بنت الشاطئ ـ دون بيان المصدر ـ، ويمكن سؤاله:
س ١/ ما الضجيج والصخب في الحياة زمَنَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وستةَ أشهر بعده، بل وعشرات السنين بعده؟ !
س ٢/ مَن ذكر قضية الانزواء والتبتل من المحدِّثين، أو أهل السِّيَر المتقدمين؟
ما ذكر هذه الادعاءات ومثيلاتها الكثيرة الكاذبة على فاطمة إلا كثيرٌ من الكتاب المعاصرين من الصوفية وغيرهم من الأدباء الذين يُحوِّلُون تراجم الصحابة إلى قصص تتطلب زيادات كثيرة لتكتمل، وكثيراً ما يقتبسون من كتب الرافضة الذين تزيد أخبار فاطمة عندهم بالساعة على مدار العام كذباً وافتعالاً. =

<<  <  ج: ص:  >  >>