حياتها، وسعادتها وأنسها، وقبله فقدَتْ أمها وجميع أخواتها، فالحق أنها مصيبة عليها عظيمة، وهي مع إيمانها امرأة، والمرأة ضعيفة الجسم والتحمُّل، وإيمانها بالله عاصم لها من الزلل بعد المصيبة.
قال ابن رُشَيْق القَيرواني (ت ٤٦٣ هـ) - رحمه الله -: (والنساء أشجى الناس قلوباً عند المصيبة، وأشدُّ جزعاً على هالك؛ لما ركب الله - عز وجل - في طباعهن من الخَوَر، وضعف العزيمة). (١)
ولم يقع منها أو مِن أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - نياحة، أو ما يخالف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحديثها السابق من حديث عائشة، وأنس - رضي الله عنهم - ليس فيهما نياحة.
قال ابن حجر - رحمه الله -: (قولها: «واكرب أباه» في رواية مبارك بن فضالة، عن ثابت، عند النسائي:«واكرباه»، والأول أصوب؛ لقوله في نفس الخبر:«ليس على أبيك كرب بعد اليوم»، وهذا يدل أنها لم ترفع صوتها بذلك، وإلا لكان ينهاها ...
فلما دفن قالت فاطمة يا أنس إلخ وهذا من رواية أنس، عن فاطمة، وأشارت - عليها السلام - بذلك إلى عتابهم على إقدامهم على ذلك، لأنه يدل على