للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما فاض دمعي عند نائبةٍ ... إلا جعلتُكَ للبُكا سبباً ... .

وإذا ذكرتُكَ سامَحَتْكَ به منِّي ... الجفون ففاض الدمع واشتبكا

إني أُجلُّ ثرى حلَلْتَ به ... عن أن أُرى بسواه مكتئباً (١)


(١) ذُكِرَتْ في بعض كتب الرافضة، وأوردها سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» ... (ص ١٦٨) أفاده: محمد شمس عقاب في كتابه: «المراثي النبوية في أشعار الصحابة توثيق ودراسة» (ص ٣٢٥).

أورد الأديب عباس العقَّاد في كتابه «فاطمة الزهراء والفاطميون» (ص ٤٩ ـ ٥١) أبيات فاطمة في رثاء أبيها ... وذكر أن هذا الشعر كثير، قال: ولا نحب أن نخوض فيه، لأنه خلاف على غير طائل.
قلتُ: لو خاض فيها لأجاد، لأنه أديب شاعر ناقد، ويكفي أنه أنكرها لأجل معانٍ، لكن لم ينكرها ـ للأسف ـ لأنها تضمنت القدح في الشيخين أبي بكر وعمر وبقية الصحابة - رضي الله عنهم -، وبعضها فيه النياحة والجزع وإنشادها أمام القبر، والناس ... مما تُنزَّه عنها سيدة نساء أهل الجنة - رضي الله عنها -، وهذا مما يُعلم قطعاً افتعالها.
واستكمل الأديب العقَّاد في (ص ٥٣) إيراد الأشعار التي روي أن فاطمة أنشدتها ... ثم قال: (إن ثبت عنها فإنه لا يسلكها في الشاعرات، ولا يضيرها إن لم يثبت، ونحن إلى جانب الشك الكبير فيه أقرب منا إلى جانب القبول، وليس بعيداً على غير الشاعر أو الشاعرة أن يدير في فمه أبياتاً يحكي بها حزنه وبثَّه، فإن النظم هنا أقرب إلى لغة العاطفة وعادة النحيب، ولكن السيدة فاطمة كان لها من الاعتبار بآيات من القرآن في مقام الموت غِنَى عن نظم الأبيات أو التمثيل بها في مقام العبرة والرثاء). انتهى.
قلت: والحقيقة أنه لا يثبت عنها شئ من هذه الأشعار لا نظماً ولا تمثلاً، انظر في تحقيق =

<<  <  ج: ص:  >  >>