للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنِ أَبِي مُلَيكة (١) ، أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ مَجْذُومَةٍ (٢) تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: يَا أَمَة اللَّهِ، اقْعُدِي (٣) فِي بَيْتِكِ، وَلا تُؤْذِي النَّاسَ (٤) . فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَتَتْ (٥) ، فَقِيلَ لَهَا: هَلَكَ (٦) الَّذِي كَانَ ينهاكِ عَنِ الْخُرُوجِ (٧) ، قَالَتْ: واللَّهِ لا أُطيعه (٨) حيّاً وأعصيه مَيّتاً.


(١) قوله: عن ابن أبي مُلَكية، بالتصغير هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ملكية اسمه زهير التيمي كان ثقة فقيهاً، مات سنة سبع عشر ومائة، قاله الزرقاني.
(٢) أي أصابها مرض الجذام.
(٣) أي اجلسي ولا تطوفي وفي رواية يحيى: لو جلست في بيتك أي لكان خيراً.
(٤) قوله: ولا تؤذي الناس، أي بريح الجذام، قال ابن عبد البر: فيه أنه يُحال بين المجذوم ومخالطة الناس لما فيه من الأذى، وهو لا يجوز. وإذا مُنع آكلُ الثوم من المسجد وكان ربما أُخرج إلى البقيع في العهد النبوي فما ظنك بالجذام؟ وهو عند بعض الناس يُعدي وعند جميعهم يؤذي، وألان عمر للمرأة القول بعد أن أخبرها أنها تؤذي لأنه رحمها للبلاء الذي بها، وقد عرف منه أنه كان يعتقد أن شيئاً لا يُعدي، وكان يجالس مُعَيْقيباً الدَّوْسي ويؤاكله ويشاربه، وربما وضع فمه على موضع فمه وكان على بيت ماله. ولعله علم من عقلها ودينها أنها تكفي بإشارته، ألم تَرَ إلى أنه لم تخطئ فراسته فيها فأطاعته حياً وميتاً.
(٥) أتت مكة.
(٦) أي مات.
(٧) للطواف.
(٨) لأنه أَمَر بحقّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>