للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلِلْوُفُودِ (١) إِذَا قَدِموا عَلَيْكَ؟ قَالَ: إِنَّمَا يَلْبَس (٢) هَذِهِ مَنْ لا خلاقَ (٣) لَهُ فِي الآخِرَةِ. ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا حُلَلٌ (٤) فَأَعْطَى عُمَرَ مِنْهَا حُلَّة (٥) ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسوتَنِيْها (٦) وَقَدْ قُلتَ (٧) فِي حُلَّةٍ عُطَارِدٍ (٨) مَا قُلْتَ؟ قَالَ: إِنِّي لم أَكْسُكَها (٩)


والعيدين، وأنه يجوز التجمّل إذا عَرِيَ عن الكِبْر والاحتقار والشهرة للأحباب وأصحاب الملاقاة والمعارف ليكون أهْيَبَ وأعزَّ في نظرهم.
(١) أي الوفود جمع الوافد.
(٢) في رواية: إنما يلبس الحرير.
(٣) قوله: من لا خلاقَ له، بالفتح أي لا نصيب له من نعيم الجنة، وهذا على سبيل التشديد وإلاَّ فلا بد للمؤمن من نعيم الجنة، ولُبْس الحرير فيها، ولو بعد مدة، وقيل: معناه من يلبسها في الدنيا يكون محروماً من لُبْسها في الآخرة، وإن دخل الجنة. وقد مرَّ نظير ذلك في شرب الخمر.
(٤) أي من جنس تلك الحُلَّة السيراء.
(٥) أي واحدة.
(٦) قوله: كسوتَنيها، أي أكسوتنيها؟ كما في بعض الروايات بهمزة الاستفهام، سأله عنه لما حصل له التعجُّب من إعطائه إياه مع تحريمه سابقاً.
(٧) أي والحال أنَّك قلت في مثلها ما قلت.
(٨) قوله: في حلَّة عُطارِد، بضم العين وكسر الراء، ابن حاجب بن زرارة بن عدي التميمي الدارمي. وفد في بني تميم وأسلم وحسن إسلامه، وله صحبة وهو صاحب الحُلَّة السِّيَراء، كذا في "الإِصابة" وغيره.
(٩) أي لم أُعطها لِلبسك بل للانتفاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>