للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَعْرِفُ (١) فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عندكِ مِنْ شَيْءٍ (٢) ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فأخْرَجَتْ أَقْرَاصًا (٣) مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أخذَتْ خِمَارًا (٤) لَهَا ثُمَّ لَفَّتْ الخُبزَ بِبَعْضِهِ (٥) ، ثُمَّ دَسَّتْهُ (٦) تَحْتَ يَدَيَّ وَرَدَّتْنِي (٧) بِبَعْضِهِ؟، ثُمَّ أرسلَتْني إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذهبتُ بِهِ (٨) ، فوجدتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم جالساً (٩) في


(١) قوله: أعرف فيه الجوع، فيه ردّ على دعوى ابن حِبّان أنه لم يكن يجوع، وأنّ أحاديث ربط الحجر على البطن تصحيف محتجاً بقوله صلى الله عليه وسلم يُطعمني ربي ويسقيني، ورُدَّ بأن الأحاديث صحيحة فوجب الحمل على اختلاف الأحوال كما بسطه القسطَلاّني في "المواهب".
(٢) أي لأكله.
(٣) قوله: أقراصاً، جمع قٌرْص بالضم قطعة من عَجِين مقطوع منه، ويقال لقطعة الخبز، ولأحمد: عمدت أم سليم إلى نصف مُدّ من شعير فطحنته. وعند البخاري: إلى مُدّ من شعير فطحنته. ثم عملته عصيدة أي خلطته بالسَّمْن. ولمسلم: أتي أبو طلحة بمدّين من شعير فأمر فصنع طعاماً. قال الحافظ: ولا منافاة لاحتمال تعدُّد القصة أو أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظه الآخر.
(٤) بالكسر أي القنعة التي تقنع بها المرأة رأسها.
(٥) أي الخمار، أي جعل الخبز ملفوفاً فيه.
(٦) بتشديد السين: أي أدخلته بقوة تحت إبطي.
(٧) أي جعلت بعض الخمار رداء عليّ حفاظة من الشمس وغيره.
(٨) أي بذلك الخبز.
(٩) قوله: جالساً في المسجد، المراد به الموضع الذي أعدّه للصلاة عند الخندق في غزوة الأحزاب لا المسجد النبوي، فإن القصة كانت خارج المدينة، كما صرح به شرّاح "صحيح البخاري".

<<  <  ج: ص:  >  >>