للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَيْفَ نَصْنَعُ؟ فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (١) ، قَالَ: فَانْطَلَقَ (٢) أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ (٣) رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ هُوَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلا (٤) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَلُمِّي (٥) يَا أمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ، فَجَاءَتْ بِذَلِكَ (٦) الْخُبْزِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتّ (٧) ، وعَصَرت أُمُّ سُلَيْمٍ عُكّةً لَهَا (٨) ، فآدَمَتْه (٩) ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ مَا شاء الله (١٠) أن يقول، ثم


(١) قوله: الله ورسوله أعلم، أي منك ومنّا بحالك وحالنا، أشارت بحُسن عقلها إلى أن لا ينبغي التحيّر والحزن، فإنه أعلم فلما جاء بالناس لا بد أن يظهر أمرٌ خارق العادة.
(٢) أي من بيته مستقبلاً لنبيِّه.
(٣) قوله: حتى لقي، زاد في رواية فقال: يا رسول الله ما عندنا إلاّ قرص عملته أم سليم، وفي رواية قال: إنما أرسلتُ أنساً يدعوك وحدك ولم يكن عندنا ما يُشبع من أرى، فقال رسول الله: ادخل فإن الله سيُبارِكُ في ما عندك.
(٤) أي في بيت أبي طلحة وقعد من معه بالباب.
(٥) قوله: هَلُمِّي، قال الزرقاني: بالياء على لغة تميم، وفي رواية: هَلُمَّ بلا ياء على لغة الحجاز أي هات يا أمّ سليم ما عندكِ.
(٦) الذي كانت أرسلت به مع أنس.
(٧) بضم الفاء وتشديد التاء: أي كسر كسرات وقطعت قطعات.
(٨) قوله: عُكّة لها، بضم العين وتشديد الكاف: إناء من جلد مستدير يُجعل فيه السمن غالباً، وعند أحمد فقال: هل من سمن؟ فقال أبو طلحة: قد كان في العُكَّة شيء فجاء بها فجعلا يعصرانها حتى خرج منه.
(٩) أي جعلت ما خرج إداماً له.
(١٠) قوله: ما شاء الله أن يقول، عند مسلم: فمسحها ودعا بالبركة، وعند

<<  <  ج: ص:  >  >>