للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلا تجسَّسُوا (١) وَلا تَنَافَسُوا (٢) وَلا تَحَاسَدُوا (٣) وَلا تَبَاغَضُوا (٤) وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عبادَ (٥) اللَّهِ إِخْوَانًا (٦) .

٨٩٦ - أخبرنا مالك، أخبرنا أبو زناد، عن الأعرج، عن


(١) قوله: ولا تجسّسوا، من التجسّس، وهو البحث والتفتيش عن معائب الناس وسرائرهم، وفي رواية: بزيادة "ولا تحسّسوا" بالحاء مكان الجيم من التحسس، وهو بمعنى التجسس، ومنهم من فرّق بأن الذي بالحاء استماع حديث القوم، والثاني البحث عن العورات، وقيل غير ذلك، كما بسطه الزرقاني في "شرحه".
(٢) قوله: ولا تنافسوا، من المنافسة، الرغبة في الشيء وطلب الانفراد به، وعُلُوّه فيه، والمنهي عنه التنافس في أمور الدنيا لطلب العلوّ والفخر على الناس، وأما في أمور الخير فجائز، بل مستحب لقوله تعالى: (فليتنافس المتنافسون) سورة المطفّفين: الآية ٢٦) .
(٣) قوله: ولا تحاسدوا، من الحسد وهو تمنِّي زوال ما أنعم الله على غيره أراده لنفسه أم لم يُرد، وأما تمنِّي مثله لنفسه من غير أن يزول عن غيره فهو غِبْطة بالكسرة جائزة.
(٤) قوله: ولا تباغضوا، أي لا تكسبوا أسباباً مفضية إلى البغض والعداوة، وهو مذموم إذا كان لغير الله، وأما إن كان في الله فهو مندوب، وكذا التدابر أي مهاجرة أخيه وترك السلام والكلام معه، كأنّ كلاًّ منهما يُوْلي دُبُره ويُعرض عن أخيه فإن لم يكن في الله فهو حرام، وإن كان لله كمهاجرة أهل البدع من حيث ابتداعُهم فهو مندب، كما بسطه السيوطي في رسالته "الزجر بالهجر".
(٥) أي عبيده الخوّاص الكاملين.
(٦) خبر بعد خبر أي متآخِين ومتحابِّين في ما بينهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>