للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرَهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ (١) رَجُلا مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهل (٢) عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ سَأَلَهُ أَبْعِرَةً (٣) مِنَ الصَّدَقَةِ، قَالَ (٤) : فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى عُرف (٥) الغضبُ فِي وَجْهِهِ، وَكَانَ مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ الغضبُ فِي وَجْهِهِ أَنْ (٦) يَحْمَرَّ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: الرَّجُلُ يَسْأَلُنِي مَا (٧) لا يَصْلُحُ لِي وَلا لَهُ، فَإِنْ منعتُه كرهتُ (٨) المنعَ، وَإِنْ أعطيتُه أَعْطَيْتُهُ مَا لا (٩) يَصْلُحُ لِي وَلا لَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لا أَسْأَلُكَ مِنْهَا (١٠) شَيْئًا أَبَدًا.

قَالَ مُحَمَّدٌ: لا يَنْبَغِي أَنْ يُعطى مِنَ الصَّدَقَةِ (١١) غنياً. وإنما نَرَى (١٢)


(١) أي جعله عاملاً وناظراً.
(٢) بالفتح وسكون الشين: بطن من الأوس.
(٣) قوله: أَبْعِرَة، بالفتح وسكون الباء وكسر العين جمع بعير، أي سأله عدداً من تلك الإِبل زيادة على قدر عمله.
(٤) أي الراوي.
(٥) أي بأثره وهو الحُمْرة.
(٦) لشدّة الغضب وكظمه الغيظ.
(٧) ومنه مال الصدقة.
(٨) لكونه جبلّته على الجود والكرم.
(٩) لعدم حِلّه لي وله.
(١٠) أي من الصدقة.
(١١) أي إلا العامل عليها بقدر عمله.
(١٢) أي نَظُنّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>