(٢) أي ليمسك عن الزيادة. (٣) قوله: فإن اتباع السنة أفضل، لأن العمل الكثير في بدعة ليس خيراً من عمل قليل في سُنّة، وظاهره أن الزيادة على وبركاته خلاف السُّنّة مطلقاً كما يفيده ظاهر قول ابن عباس ويوافقه ما في "موطأ يحيى": مالك عن يحيى بن سعيد أن رجلاً سلّم على ابن عمر فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، والغاديات والرائحات (النعم الآتية غدوة وروحة. انظر الأوجز ١٥/١١٩) ، فقال ابن عمر: وعليك ألفاً، ثم كأنه كره ذلك. ويطابقه ما أخرجه البيهقي على ما ذكره في "الدر المنثور" عن عروة بن الزبير أن رجلاً سلّم عليه فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال عروة: ما ترك لنا فضلاً إن السلام انتهى إلى البركة. لكن قد ورد في بعض الأخبار المرفوعة تجويز الزيادة فعند أبي داود والبيهقي: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليكم، فردّ عليه، فجلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشرة، ثم جاءه آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردّ عليه، فجلس، فقال: عشرون ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردّ عليه فقال: ثلاثون ثم أتى آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال: أربعون، وقال: هكذا تكون الفضائل. وفي كتاب "عمل اليوم والليلة" لابن السُنّي - قال النووي: في "الأذكار" إسناده ضعيف - عن أنس: كان الرجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم يرعى دوابّ أصحابه، فيقول: السلام عليك يا رسول الله، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته مغفرته ورضوانه، فقيل يا رسول الله تسلِّم عليّ هذا سلاماً ما تسلّمه على أحد من أصحابك، قال: