للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَصْبَحَتَا صَائِمَتَيْنِ متطوِّعتين (١) ، فأُهدي لَهُمَا طَعَامٌ (٢) فَأَفْطَرَتَا (٣) عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَتْ حَفْصَةُ - بَدَرَتْنِي (٤) بِالْكَلامِ وَكَانَتِ ابْنَةَ (٥) أَبِيهَا -: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصْبَحْتُ أَنَا وَعَائِشَةُ صَائِمَتَيْنِ متطوِّعتين، فأُهدي لَنَا طَعَامٌ فَأَفْطَرْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّمك اقْضِيا (٦) يوماً مكانه.


الترمذي: روى مالك ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري، عن عائشة مرسلاً (وقد وصله أبو داود أيضاً في "سننه"، باب من رأى عليه القضاء. انظر بذل المجهود في حل أبي داود ١١/٣٣٦) وهذا أصح، كذا في "التنوير".
(١) أي نافلتين.
(٢) أي شاة، كما في رواية أحمد.
(٣) بأكلهما إياه.
(٤) أي سابقتني وغلبتني.
(٥) قوله: ابنة، أي على خُلُق والدها من الحِدَّة والغلبة، فإنه كان من مظاهر الجلال، وأنا على طينة أبي من الحلم والسكينة، فإنه كان من مظاهر الجمال، قاله القاري.
(٦) قوله: اقضيا يوماً مكانه، ظاهر الأمر للوجوب، وبه قال أبو حنيفة وأبو ثور ومالك، قال ابن عبد البر: ومن حجة مالك مع هذا الحديث قوله تعالى: {ثم أتِمّوا الصيام إلى الليل} (سورة البقرة: الآية ١٨٧) يعمُّ الفرض والنفل، وقوله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّم حرماتِ الله فهو خير له عند ربه} (سورة الحج: الآية ٣٠) ، وحديث: إذا دُعي أحدكم إلى طعام فليُجب،

<<  <  ج: ص:  >  >>