للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٦٧ - أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزِّناد (١) ، عَنِ الأَعْرَجِ (٢) ، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ (٣) وَالْوِصَالَ، إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ (٤) ، قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنِّي لَسْتُ (٥) كَهَيْئَتِكُمْ، أبِيت (٦) يُطْعِمُني رَبِّي ويَسقيني، فاكْلَفوا (٧) من الأعمال


الذي يفطر شرعاً إنما هو الطعام المعتاد، وأما الخارق للعادة كالمحضر من الجنة فعلى غير هذا المعنى، وقال جماعة: هو مجاز عن لازم الطعام والشراب، وهو القوة، فكأنه قال: قوة الآكل الشارب يفيض عليَّ بما يسدُّ مسدَّ الطعام، والمعنى أن الله يخلق من الشبع والريِّ ما يغنيه عن الطعام والشراب، فلا يحس بجوع ولا عطش. وجنح ابن القيم إلى أن المراد أنه يشغله بالتفكُّر في عظمته والتغذِّي بمعارفه وقرة العين بمحبَّته والاستغراق في مناجاته والإِقبال عليه عن الطعام والشراب، قال: وقد يكون هذا الغذاء أعظم من غذاء الأجساد، ومن له أدنى ذوق وتجربة يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب والروح عن كثير من الغذاء الجسماني (قال شيخنا: هذا المعنى لا ينكره أحدٌ له ذوق بالمحبَّة كما قال ابن القيم. لامع الدراري ٥/٣٧٧) . انتهى. كذا في "التنوير".
(١) عبد الله بن ذكوان.
(٢) عبد الرحمن بن هرمز.
(٣) كُرِّر للمبالغة عن نهي الوصال.
(٤) عند ابن أبي شيبة بإسناد صحيح ثلاث مرات.
(٥) إنما لم يقل: لستم كهيئاتي تواضعاً.
(٦) أي أُمسي.
(٧) بفتح اللام أي احْمِلوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>