إبراهيم الكناني، لما عرض عليه، وقال له: ما كنيتك؟ فقال: لا كنية لي، فقال: أبو الفضل، وتوفي والده ليلة الاثنين خامس صفر من سنة ٨٦٥ هـ، وجعل الشيخ كمال الدين بن الهُمام وصيّاً عليه، فلحظه بنظره. وأحضره والده وعمره ثلاث سنين مجلس شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر وحضر هو وهو صغير مجلس المحدث زين الدين رضوان العقبي، ثم اشتغل بالعلم على عدة مشايخ، وحج سنة ٨٦٩ هـ، ووصلت مصنفاته نحو ستمائة سوى ما رجع عنه وغسله، وَوُلِّيَ المشيخة في مواضع متعددة من القاهرة، ثم إنه زهد في جميع ذلك، وانقطع إلى الله بالروضة، وكانت له كرامات، وكان بينه وبين السخاوي منافرة كما يكون بين الأكابر. انتهى كلامه.
وقد ترجمه شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري تلميذ الحافظ ابن حجر في كتاب "الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع"(٤/٦٥ - ٧٠) ، بترجمة طويلة مشتملة على حطّ مرتبته ونقص رتبته، ولن يُقبل كلامه وكذا كلام تلميذه أحمد القسطلاني، صاحب "المواهب اللدنَّية" و"إرشاد الساري شرح صحيح البخاري" وغيرهما فيه، كما لا يُقبل كلامه على السخاوي في مقامته المسماة بـ"الكاوي على السخاوي" لما عُلم من المنافرة بينهم، ولا يُسمع كلام الأقران بعضهم في بعضهم.
ومن المعتنين به الزرقاني (انظر ترجمته في: هدية العارفين ٢/٣١١، سلك الدرر ٤/٣٢ - ٣٣، فهرس الفهارس ١/٣٤٢ - ٣٤٣) المالكي، محمد بن عبد الباقي بن يوسف تلميذ أبي الضياء علي الشَّبْرَامَلِّسي، بشين معجمة فموحدة فراء مهملة، على وزن سَكْرى، مضافاً إلى مَلِّس، بفتح الميم وكسر اللام المشدَّدة والسين المهملة، نسبة إلى شبراملس، قرية بمصر، المتوفَّي سنة سبع وثمانين بعد الألف. وشَرْحه للموطأ شرح نفيس مشتمل على ما لا بُدَّ منه، ذكر في أوائله أنه ابتدأه سنة تسع بعد مائة وألف.
وقال في آخره (شرح الزرقاني على الموطأ: ٤/٤٣٦) : وقد أنعم الله الجواد الكريم الرؤوف الرحيم بتمام هذا