للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما برحت هنات١ أبيك تحطب في حبل القطيعة؛ حتى انتكث٢ المُبرَم، وانحل عقد الوداد، فيا لها توبةً تُؤتَنَف٣ من حوبة أورثت ندمًا، أسمع بها الهاتف، وشاعت للشامت؛ فليهنأ٤ الواشم ما به احتقر، وأراك تحمد من أبيك جِدًّا وجسورًا٥ هما أوفيا به على شرف التقحم٦، وغبط النعمة، فدعهما فقد أذكرتنا منه ما زهدنا فيك من بعده، وبها مشيت الضراء، واشتففت النضار، فاذهب، إليكَ، فأنت نجلُ الدَّغَل٧، ونثر النَّغَل٨، والأجر شرٌّ".


١ أعماله وسيئاته جمع هنة.
٢ انحل وانتفض.
٣ تؤتنف: تستأنف، والحوبة: الإثم والذنب.
٤ من هنأه الطعام: أي ساغ ولذ، والواشم فاعل من الوشم، وشم يَدَه: إذا غرزها بإبرة ثم ذر عليها النيلج، والمراد به هنا المعادي -والوشيمة: العداوة- أي فهنيئا لأعدائه الذين حقروه ونالوا من عرضه؛ فهو أهل لما قيل فيه: "يرد معاوية بذلك على قول عبيد الله قبل "ولا تندلق عليه ألسنٌ كلمته حيًّا، ونبشته ميتًا".
٥ الجسور: الجسارة.
٦ تقحمت به دابته: ندت به وربما طوحت به في وهدة أو وقصت به، والقحمة كغرقة: الورطة والمهلكة، والمراد التعرض للهلاك.
٧ الدخل والفساد.
٨ نغل الأديم نغلًا: فسد في الدباغ، والجرح فسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>