للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اخترم١ منك، قالت: أجل، والله إني لعلى بينة من ربي، وهدى من أمري، قال: كيف كان قولك حين قتل؟ قالت: أنسيته، قال بعض جلسائه: هو والله حين تقول:

يا للرجال لعُظْم هَوْل مصيبة ... فَدَحَت فليس مصابها بالحائل٢

الشمس كاسفة لفقد إمامنا ... خير الخلائق والإمام العادل

يا خير من ركب المَطِيَّ ومن مشى ... فوق التراب لمحتف أو ناعل

حاشا النبي لقد هددت قواءنا ... فالحق أصبح خاضعًا للباطل٣

فقال معاوية: قاتلك الله! فما تركت مقالا لقائل، اذكري حاجتك، قالت: أما الآن فلا، وقامت فعثرت؛ فقالت: تعس شانئ عليٍّ٤، فقال: زعمت أن لا، قالت: هو كما علمت؛ فلما كان من الغد بَعَثَ إليها بجائزة، وقال: إذا ضيعت الحلم، فمن يحفظه؟

"صبح الأعشى ١: ٢٦١ بلاغات النساء ص٧٨"


١ هلك.
٢ المتحول: المتغير.
٣ جمع القوة قوى، وإنما قالت قواء بالمد للضرورة.
٤ أي مبغضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>