للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الذي تقول هذه هذا فيه؟ فوالله إني لأظنها كاذبة؛ فنظرت إليه، ثم قالت: أيها الأمير إن هذا القائل لو رأى توبة لسَرَّهُ أن لا تكون في داره عذراء إلا هي حامل منه، فقال الحجاج: هذا وأبيك الجواب، وقد كنت عنه غنيًّا، ثم قال لها: سلي يا ليلى تعطيْ، قالت: أعطِ؛ فمثلُك أعطى فأحسَنَ، قال: لك عشرون، قالت: زد فمثلُك زاد فأجمَلَ، قال: لك أربعون، قالت: زد؛ فمثلُك زاد فأكمَلَ، قال: لك ثمانون، قالت: زِد، فمثلُك زاد فتمم، قال: لك مائة، واعلمي أنها غنم، قالت: معاذ الله أيها الأمير، أنت أجود جودًا، وأمجد مجدًا، وأوى زندًا، من أن تجعلها غنمًا، قال: فما هي؟ ويحك يا ليلى؟ قالت: مائة من الإبل برعاتها، فأمر لها بها، ثم قال: ألك حاجة بعدها؟ قالت: تدفع إلي النابغة الجعدي، قال: قد فعلت، وقد كانت تهجوه ويهجوها، فبلغ النابغة ذلك، فخرج هاربًا عائذًا بعبد الملك، فاتبعته إلى الشام، فهرب إلى قتيبة بن مسلم بخراسان، فاتبعته على البريد بكتاب الحجاج إلى قتيبة، فماتت بقومس١، ويقال بحلوان.

"الأمالي ١: ٨٦، وزهر الآداب ٣: ٢٦٥"


١ قومس: صقع كبير بين خراسان وبلاد الجبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>