السفيه الجاهل، فكفوا أيها الناس سفهاءكم، قبل أن يشمل البلاء عوامكم، وقد ذكر لي أن رجالًا منكم يريد أن يظهروا في المصر بالشقاق والخلاف، وايم الله لا يخرجون في حي من أحياء العرب في هذا المصر إلا أبدتهم، وجعلتهم نكالًا لمن بعدهم؛ فنظر قوم لأنفسهم قبل الندم، فقد قمت هذا المقام إرادة الحجة والإعذار".
ثم نزل، وبعث إلى رؤساء الناس فدعاهم، ثم قال لهم:
"إنه قد كان من الأمر ما قد علمتم، وقد قلت ما قد سمعتم؛ فليكفني كل امرئ من الرؤساء قومه؛ وإلا فوالذي لا إله غيره لأتحولن عما كنتم تعرفون، إلى ما تنكرون وعما تحبون إلى ما تكرهون، فلا يلم لائم إلا نفسه، وقد أعذر من أنذر".
فخرجت الرؤساء إلى عشائرهم، فناشدوهم الله والإسلام إلا دلوهم على من يرون أنه يريد أن يهيج فتنة، أو يفارق جماعة، وجاء صعصعة بن صوحان، فقام في عبد القيس، فقال: