للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طائفة: نريد عبد الله بن وهب الراسبي: راسب الأزد، وقلتم أنتم: لا نريد إلا أهل البيت، الذين ابتدأنا الله من قبلهم بالكرامة، تسديدًا من الله لكم وتوفيقًا؛ فلم تزالوا على الحق لازمين له، آخذين به، حتى أهلك الله بكم، وبمن كان على مثل هداكم ورأيكم الناكثين يوم الجمل، والمارقين يوم النهر، "وسكت عن ذكر أهل الشام لأن السلطان كان حينئذ سلطانهم"، ولا قوم أعدى لله ولكم، ولأهل بيت نبيك، ولجماعة المسلمين، من هذه المارقة الخاطئة، الذين فارقوا إمامنا١. واستحلوا دماءنا، وشهدوا علينا بالكفر؛ فإياكم أن تؤووهم في دوركم، أو تكتموا عليهم، فإنه ليس ينبغي لحي من أحياء العرب أن يكون أعدى لهذه المارقة منكم، وقد والله ذكر لي أن بعضهم في جانب من الحي، وأنا باحث عن ذلك وسائل، فإن كان حكي لي ذلك حقًا، تقربت إلى الله تعالى بدمائهم، فإن دماءهم حلال، ثم قال: يا معشر عبد القيس: إن ولاتنا هؤلاء هم أعرف شيء بكم وبرأيكم، فلا تجعلوا لهم عليكم سبيلًا، إنهم أسرع شيء إليكم وإلى أمثالكم".

وأقبل أصحاب المستورد يأتونه، فليس منهم رجل إلا يخبره بما قام به المغيرة بن شعبة في الناس، وبما جاءهم رؤساؤهم وقاموا فيهم، وقالوا له: اخرج بنا فوالله ما نأمن أن نؤخذ في عشائرنا، فخرج بهم من الكوفة، ووجه المغيرة لقتالهم معقل بن قيس الرياحي؛ فلما علم المستورد بمسير معقل إليه جمع أصحابه.

"تاريخ الطبري ٦: ١٠٦"


١ أي عليًا عليه السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>