أنيسًا، ذهب الناس وبقي النسناس١، لو تكاشفتم ما تدافنتم، تهاديتم الأطباق، ولم تتهادوا النصائح، قال ابن الخطاب:"رحم الله امرأ أهدى إلينا مساوينا" أعدوا الجواب، فإنكم مسئولون، المؤمن من لم يأخذ دينه عن رأيه، ولكنه أخذه من قبل ربه، إن هذا الحق قد جهد أهله، وحال بينهم وبين شهواتهم، وما يصبر عليه إلا من عرف فضله، ورجا عاقبته، فمن حمد الدنيا ذم الآخرة، وليس يكره لقاء الله إلا مقيم على سخطه.
يابن آدم: الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب، وصدقه العمل.
"البيان والتبيين ٣: ٦٨ وعيون الأخبار م٢ ص٣٤٤، وشرح ابن أبي الحديد م١: ص٤٦٩".
١ في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ذهب الناس وبقي النسناس" قيل: فما النسناس؟ قال: "الذين يتشبهون بالناس، وليسوا من الناس" ولهم في تفسير النسناس كلام كثير، منه: أنهم خلق على صورة الناس خالفوهم في أشياء، وليسوا منهم.