للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماحك، وتكبت تترعك١، وتقمع تسرعك.

فقال طريف: مهلًا يا حارث، لا تعرض لطحمة٢ استناني، وذرب٣ سناني، وغرب شبابي، وميسم٤ سبابي، فتكون كالأظل٥ الموطوء، والعجب الموجوء٦.

فقال الحارث: إياي تخاطب مثل هذا القول؟ فو الله وطئتك لأسختك٧، ولو وهصتك٨ لأوهطتك٩، ولو نفحتك١٠ لأفدتك.

فقال طريف متمثلًا:

وإن كلام المرء في غير كهه ... لكالنبل تهوى ليس فيها نصالها

أما والأصنام المحجوبة، والأنصاب١١ المنصوبة، لئن لم تربع على ظلمك١٢، وتقف عند قدرك، لأدعن حزنك سهلًا، وغمرك ضحلًا١٣، وصفاك١٤ وحلًا.

فقال الحارث: أما والله لو رمت ذلك لمرغت بالحضيض١٥، وأغصصت بالجريض١٦، وضاقت عليك الرحاب، وتقطعت بك الأسباب، ولألفيت لقى١٧


١ التسرع إلى الشر.
٢ طحمة السيل دفعته، واستن الفرس قص وعدا لمرحه ونشاطه شوطًا أو شوطين، والاستنان: النشاط، استن الفرس: جرى في نشاطه على سننه في جهة واحدة.
٣ الذرب: الحدة، وكذا الغرب.
٤ المكواة.
٥ الأظل: أسفل خف البعير.
٦ العجب: أصل الذنب والموجوء: المدقوق "من وجأ التيس: دق عروق خصييه بين حجرين ولم يخرجهما شبيهًا بالخصاء".
٧ أساخه: جعله يسيخ "أو يسوخ في الأرض" أي يغوص.
٨ كسرتك.
٩ صرعتك صرعة لا تقوم منها.
١٠ نفحه بسيفه: تناوله.
١١ الأنصاب: حجارة كانت حوله الكعبة تنصب فيهل عليه ويذبح لغير الله تعالى، وقيل الأنصاب حجارة نصبت وعبدت من دون الله جمع نصب، وقيل النصب جمع نصاب.
١٢ ربع يربع: كف، وظلع ظلمًا غمز في مشيه، وأربع على ظلعك أي إنك ضعيف فانته عما لا تطيقه وكف.
١٣ الغمر: الماء الكثير، والضحل: الماء القليل "وكذا الضحضاح".
١٤ الصفا: جمع صفاة وهي الحجر الصلد الضخم أو الصفا بمعنى الصفو.
١٥ أسفل الجبل.
١٦ الحريض. الغصة من الحرض، وهو الريق يغص به يقال جرض بريقه يجرض ابتلعه بالجهد على هم وحزن، وفي المثل: حال الجريض دون القريض، يضرب للأمر يقدر عليه أخيرًا حين لاينفع. قاله جوشن الكلابي حين منعه أبوه من الشعر فرض حزنًا حتى أشرف على الهلاك، فرق له وقال انطق بما أحببت؛ فقال ذلك.
١٧ اللقى: الملقى المطروح.

<<  <  ج: ص:  >  >>