للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نكص بكم يأهل الشام آل حرب وآل مروان، يتسكعون١ بكم الظلم، ويتهورون بكم مداحض٢ الزلق، يطئون بكم حرم الله٣ وحرم رسوله٤، ماذا يقول زعماؤكم غدًا؟ يقولون: {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ} إذن يقول الله عز وجل: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ} أما أمير المؤمنين فقد ائتنف٥ بكم التوبة، واغتفر لكم الزلة، وبسط لكم الإقالة٦، وعاد بفضله على نقصكم، وبحلمه على جهلكم، فليفرخ روعكم٧، ولتطمئن به داركم، وليقطع مصارع أوائلكم، {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} . "العقد الفريد ٢: ١٤٥".


١ تسكع: مشى مشيا متعسفا.
٢ جمع مدحضة: وهي المزلة.
٣ يشير إلى ما كان من مقاتلة الحجاج عبد الله بن الزبير بمكة، ورميه الكعبة بالمنجنيق في عهد عبد الملك بن مروان.
٤ يشير إلى وقعة الحرة وما أحدثه جيش مسلم بن عقبة المري بالمدينة على عهد يزيد بن معاوية.
٥ استأنف وابتدأ.
٦ أقال عثرته: رفعه من سقوطه.
٧ الروع: بالضم القلب، أو موضع الفزع منه والروع بالفتح: الفزع، وأفرخت البيضة: خرج الفرخ منها، أي ليخرج الروع عن روعكم ولتهدءوا وتطمئنوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>