للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسائس قرد، وراكب عرد١، ودل عليهم هدهد٢، وغرقتهم فأرة٣، وملكتهم امرأة٤". "البيان والتبيين ١: ١٨٤".

وروى الحصري في زهر الآداب قال:

"دخل خالد بن صفوان على أبي العباس السفاح، وعنده أخواله من بني الحارث بن كعب، فقال: ما تقول في أخوالي؟ فقال: "هم هامة٥ الشرف، وعرنين٦ الكرم، وغرس الجود، إن فيهم خصالًا ما اجتمعت في غيرهم من قومهم؛ لأنهم أطولهم لممًا٧، وأكرم شيمًا، وأطيبهم طعمًا٨، وأوفاهم ذمما، وأبعدهم هممًا، الجمرة في الحرب، والرفد٩ في الجدب، والرأس في كل خطب، وغيرهم بمنزلة العجب١٠".

فقال: وصفت أبا صفوان فأحسنت، فزاد أخواله في الفخر، فغضب أبو العباس


١ العرد: الحمار.
٢ يشير إلى حديث الهدهد مع سليمان عليه السلام في قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ، لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ، فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ، إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ، وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ، وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} ... الآيات.
٣ يشير إلى ما يزعمه المؤرخون من أن سيل العرم الذي خرب اليمن كان سببه قرض الجرذ لسد مأرب انظر الجزء الأول ص١٠٥.
٤ هي بلقيس "بالكسر" ملكة سبأ.
٥ الهامة: رأس كل شيء.
٦ العرنين: الأنف، أو ما صلب من عظمه، ومن كل شيء أوله.
٧ في الأصل "أمما" وأراه محرفًا، وصوابه "لممًا" واللمم جمع لمة بالكسر، وهي الشعر المجاوز شحمة الأذن.
٨ الطعم: الطعام.
٩ الرفد: العطاء والصلة.
١٠ العجب: أصل الذنب، ومؤخر كل شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>