للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنصارنا، فأحيا شرفنا وعزنا بكم أهل خراسان، ودمغ بحقكم أهل الباطل، وأظهر حقنا، وأصار إلينا ميراثنا عن نبينا صلى الله عليه وسلم، فقر الحق مقره، وأظهر مناره، وأعز أنصاره، وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين، فلما استقرت الأمور فينا على قرارها من فضل الله فيها وحكمه العادل لنا، وثبوا علينا ظلمًا وحسدًا منهم لنا، وبغيًا لما فضلنا الله به عليهم، وأكرمنا به من خلافته، وميراث نبيه صلى الله عليه وسلم:

جهلًا على وجبنا عن عدوهم ... لبئست الخلتان الجهل والجبن

فإني والله يأهل خراسان ما أتيت من هذا الأمر ما أتيت بجهالة، بلغني عنهم بعض السقم والتعرم١، وقد دسست لهم رجالا، فقلت: قم يا فلان، قم يا فلان، فخذ معك من المال كذا، وحذوت لهم مثالًا يعلمون عليه، فخرجوا حتى أتوهم بالمدينة، فدسوا إليهم تلك الأموال، فوالله ما بقي منهم شيخ ولا شاب، ولا صغير ولا كبير، إلا بايعهم بيعةً استحللت بها دماءهم وأموالهم، وحلت لي عند ذلك بنقضهم بيعتي، وطلبهم الفتنة، والتماسهم الخروج علي، فلا يرون أني أتيت ذلك على غير يقين" ثم نزل وهو يتلو على درج المنبر هذه الآية: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} .

"تاريخ الطبري ٩: ٣١٢، ومروج الذهب ٢: ٢٤١".


١ الأصل فيه: تعرمه: تعرقه ونزع ما عليه من اللحم.

<<  <  ج: ص:  >  >>