للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ألم أرفع قدرك وأنت خامل، وأسيِّر ذكرك وأنت هامل، وأُلْبِسك من نعم الله تعالى ونعمي ما لم أجد عندك طاقة لحمله، ولا قياما بشكره؟ فكيف رأيت الله تعالى أظهَرَ١ عليك، وردَّ كيدك إليك! ".

قال: "يا أمير المؤمنين، إن كنت قلت هذا بتيقن وعلم فإني معترف، وإن كان بسعاية الباغين، ونمائم المعاندين، فأنت أعلم بأكثرها، وأنا عائذ بكرمك، وعميم شرفك".

فقال: لولا الحِنْثُ٢ في دمك لألبستك قميصا لا تشد عليه أزرارًا، ثم أمر به إلى السجن، فتولى وهو يقول: "الوفاء يا أمير المؤمنين كرم، والمودة رَحِم، وما على العفو نَدَم، وأنت بالعفو جدير، وبالمحاسن خليق"، فأقام في السجن إلى أن أخرجه الرشيد.

"زهر الآداب ٣: ٢٠٧"


١ أي أعان عليك
٢ في الأصل "الحسب" وأرى أنها محرفة عن " الحنث" وهو الذنب العظيم والإثم.

<<  <  ج: ص:  >  >>