١ وسبب مقتل زهير بن جذيمة العبسي أبي قيس، أن هوازن بن منصور كانت تؤتي الإتاوة زهير بن جذيمة -ولم تكثر عامر بن صعصعة بعد- فأتت عجوز من هوازن إلى زهير بسمن في نحي "النحي كحمل الزق، أو ما كان للسمن خاصة" فاعتذرت إليه، وشكت السنين اللواتي تتابعن على الناس "فذاقه فلم يرض طعمه، فدعها أي دفعها بقوس في يده فسقطت فبدت عورتها؛ فغضبت من ذلك هوازن وحقدته إلى مكان في صدورها من الغيط، وكانت يومئذ قد كثرت بنو عامر بن صعصمة فثاروا إليه فقاتلوه حتى قتلوه. ٣ وكان حذيفة بن بدر وأخوه نزلا مع أصحابهما في حفر الهباءة، فأتبعهم قيس ومن معه حتى أدركهم فيه، وقد أرسلوا خيولهم ونزعوا سلاحهم "وكان حذيفة قد أخذ غلامين من بني عبس؛ فقتلهما وهما يسغيثان يا أبتاه حتى ماتا" فشد قيس والربيع ومن معهما عليهم، وهم ينادون لبيكم لبيكم، يعني أنهم يجيبون نداء الصبية لما قتلوا ينادون يا أبتاه، فناشدوهم الله والرحم، فلم يقبلوا منهم، وقتلوا حذيفة وحملا أخاه، ومثلوا بحذيفة فقطعوا مذاكيره وجعلوها في فيه وجعلوا لسانه في استه، وأسرف قيس في النكاية والقتل، وكانت فزارة تسمى هذه الوقعة البوار، ولكن فيما ندم بعد ذلك ورثى حمل بن بدر، وهو أول من رثى مقتوله.