للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهلاك أسرع إليه من السيل إلى قيعان١ الرمل، وقد خشيت والله أن يهلك بهلاكه، ونعطَب بعطَبه.

وأنت فارس العرب وابن فارسها، وقد فَزِع إليك في لقاء هذا الرجل "طاهر"، وأطمعه فيما قبلك أمران؛ أمَّا أحدهما فصدق طاعتك، وفضل نصيحتك؛ والثاني يمن نَقِيبتك٢، وشدة بأسك، وقد أمرني بإزاحة علتك، وبسط يدك فيما أحببت، غير أن الاقتصاد رأس النصيحة، ومفتاح اليمن والبركة، فأنجز حوائجك، وعَجِّل المبادرة إلى عدوك، فإني أرجو أن يوليك الله شرف الفتح، ويَلُمّ بك شعث هذه الخلافة والدولة".

فأجاب بالسمع والطاعة، غير أنه طلب مطالب لم تَرُقْ في عين الأمين فغضب عليه، وأمر بسجنه.

"تاريخ الطبري ١٠: ١٥٨ وزهر الآداب ٢: ١٥٨".


١ القيعان جمع قاع: وهو أرض مطمئنة سهلة قد انفرجت عنها الجهال والآكام.
٢ النقيبة: النفس والطبيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>