للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمره. من سره بنوه ساءته نفسه. من تعظم على الزمان أهانه. من تعرض للسلطان آذاه، ومن تطامن له تخطاه. من خطأ يخطو١. كل مبذول مملول، كل ممنوع مرغوب فيه. كل عزيز تحت القدرة ذليل. لكل مقام مقال. لكل زمان رجال. لكل أجل كتاب. لك عمل ثواب. لكل نبأ مستقر. لكل سر مستودع. قيمة كل إنسان ما يحسن. اطلب لكل غلق٢ مفتاحًا. أكثر في الباطل يكن حقًّا. عند القنط٣ يأتي الفرج. عند الصباح يحمد السرى٤. الصدق منجاة، والكذب مهواة. الاعتراف يهدم الاقتراف. رب قول أنفذ من صول. رب ساعة ليس بها طاعة. رب عجلة تعقب ريثًا٥. بعض الكلام أقطع من الحسام، بعض الجهل أبلغ


١ يريد: من حاول الخطو وعالجه استطاعه ومرن عليه، أي أن من أراد وتحيل له وأخذ في معالجته وممارسته، تم له ما يبغي، وهو كقولهم: إنما العلم بالتعلم، "ورفع يخطو في المثل حسن؛ لأن الشرط ماض".
٢ الغلق: القفل كالمغلاق.
٣ القنط والقنوط: اليأس.
٤ السرى: السير ليلًا، ويروى "عند الصباح يحمد القوم السرى" وهو مثل يضرب للرجل يحتمل المشقة رجاء الراحة، وفي الميداني: "أن أول من قال ذلك خالد بن الوليد لما بعث إليه أبو بكر رضي الله عنهما وهو باليمامة أن سر إلى العراق؛ فأراد سلوك المفازة، فقال له رافع الطائي: قد سلكتها في الجاهلية، هي خمس للإبل الواردة "فلاة خمس بكسر الخاء: بعد وردها حتى يكون ورد النعم اليوم الرابع سوى اليوم الذي شربت فيه" ولا أظنك تقدر عليها إلا أن تحمل من الماء؛ فاشترى مائة شارف "الشارف الناقة المسنة" فعطشها ثم سقاها الماء حتى رويت، ثم سلك المفازة، حتى إذا مضى يومان وخاف العطش على الناس والخيل، وخشي أن يذهب ما في بطون الإبل نحر الإبل، واستخرج ما في بطونها من الماء؛ فسقى الناس والخيل ومضى؛ فلما كان في الليلة الرابعة. قال رافع: انظروا هل ترون سدرًا عظامًا "السدر بالكسر شجر النبق" فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك؛ فنظر الناس فرأوا السدر فأخبروه فكبر وكبر الناس، ثم هجموا على الماء فقال خالد رجزًا منه "عند الصباح يحمد القوم السرى".
٥ الريث: الإبطاء ويروى تهب ريثًا، وفي الميداني: "أن أول من قال ذلك مالك بن عوف بن أبي عمرو بن عوف محمل الشيباني، وكان سنان بن مالك بن أبي عمرو بن عوف بم محلم شام غيمصًا؛ فأراد أن يرحل بامرأته وهي أخت مالك بن عوف؛ فقال له مالك: أين تظعن يا أخي؟ قال: أطلب موقع هذه السحابة. قال: لا تفعل فإنه ربما خيلت، وليس فيها قطر، وأنا أخاف عليك فأبى، ومضى فعرض له مروان القرظ بن زنباع العبسي، فأعجله عنها وانطلق بها، وجعلها بين بناته وإخواته ولم يكشف لها سترا فقال مالك بن عوف لسنان: ما فعلت أختي؟ قال: نفتني عنها الرماح، فقال مالك: "رب عجلة تهب ريثًا. ورب فروقة يدعى ليثا، ورب غيث لم يكن غيثًا"، فأرسلها مثلًا، يضرب للرجل يشتد حرصه على حاجة، ويخرق فيها حتى تذهب كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>