للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقام، وفي الحاقة، أعلى الله له المعارج نوح المطهر، وخصه من بين الأنس والجن بيأيها المزمل، ويأيها المدثر، وشفَّعَه في القيامة إذا دموع الإنسان مرسلات كالماء المتفجر، ووجهه عند نبإ النازعات وقد عبس الوجه كالهلال المتنوِّر، ويوم التكوير والانفطار وهلاك المطففين وانشقاق ذات البروج بشفاعته غير متضجّر، وقد حُرِست لمولده السماء بالطارق الأعلى، وتمت غاشية العذاب إلى الفجر على المَرَدة اللئام، فهو البلد الأمين، وشمس الليل والضحى المخصوص بانشراح الصدر، والمفضَّل بالتين والزيتون، المستخرج من أمشاج١ العلق، الطاهر العليّ القدر، شجاع البرية يوم الزلزال؛ إذ عاديات القارعة تدوس أهل التكاثر ومشركي العصر، أهلك الله به الهمزة وأصحاب الفيل إذ مكروا بقريش ولم يتواصَوْا بالحق ولم يتواصوا بالصبر، المخصوص بالدين الحنيفي والكوثر السَّلسال، والمؤيد على أهل الجحد بالنصر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما تبَّت يدا معاديه، ونعم بالتوحيد مواليه، وما أفصح فلق الصبح بين الناس وامتد الظلام".

"نفح الطيب ٤: ٣٩٥".


١ مشج بينهما كضرب: خلط، والشيء مشيج، والجمع أمشاج كيتيم وأيتام.

<<  <  ج: ص:  >  >>