للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعجال١، يابن أخي: إن اغترارك بالشباب، كالتذاذك بسَمَادِير٢ الأحلام، ثم تنقشِع فلا تتمسك منها إلا بالحسرة عليها، ثم تُعَرَّى راحلة الصِّبا، وتشرب سَلْوَةً٣ عن الهوى, واعلم أن أغنى الناس يوم الفقر من قَدَّم ذخيرة، وأشدّهم اغتباطًا يوم الحسرة من أحسن سريرة".

"الأمالي ٢: ٣١٦".


١ رفه عيشه ككرم فهو رفيه ورافه: مستريح متنعم، وأرفهه الله ورفهه ترفيها، ومن ساعات المهملة أي الدنيا المهملة: أي التي ستمهلها وتغادرها، وربما كانت "المهملة".
٢ السمادير: ما يتراءى للإنسان في نومه من الأباطيل، وما يتراءاه السكران في سكره.
٣ السلوة: اسم السلوان. قال الأصمعي: يقول الرجل لصاحبه: سقيتني سلوة" بالفتح "وسلونا" بالضم، أي طيبت نفسي عنك، وذكروا أيضًا أن السلوة والسلوانة: خرزة شفافة تدفن في الرمل فتسود فيبحث عنها، ويسقاها الإنسان فتسليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>