للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أعرابي: "من ولد الخير أنتج له فِراخًا تطير بأجنحة السرور، ومن غرس الشر أنبت له نباتا مُرَّا مَذَاقُه، وقضبانه الغيظ، وثمرته الندم".

وقال أعرابي: "من كساه الحياء ثوبَه، حَفِيَ على الناس عيبه" وقال: بئس الزاد، التَعَدِّي على العباد وقال: "التلطُّف بالحيلة، أنفع من الوسيلة وقال: "من ثَقُلَ على صديقه، خَفَّ على عُدُوِّه، ومن أسرع إلى الناس بما يكرهون، قالوا فيه ما لا يعلمون".

وقال أعرابي: "أعجزُ الناس من قَصَّر في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضَيَّع من ظَفِر به منهم".

وقال أعرابي لابنه: "لا يسرك أن تغلب بالشرِّ، فإن الغالب بالشر هو المغلوب".

وقال أعرابي لأخ له: "قد نهيتك أن تريق ماء وجهك عند من لا ماء في وجهه، فإن حظَّك من عطيته السؤال".

وقال أعرابي: "إن حب الخير خير وإن عجزتْ عنه المقدِرة، وبغض الشر خير وإن فعلتَ أكثره".

وقال أعرابي: "والله لولا أن المروءة ثَقِيل مَحْمِلُها١، شديدة مُؤْنتها، ما ترك اللئام للكرام شيئا".

واحتُضِر أعرابي، فقال له بنوه: عِظْنَا يا أبت، فقال: "عاشروا الناس معاشرة، إن غِبْتُم حَنُّوا إليكم، وإن مِتُّم بَكَوْا عليكم".

ودخل أعرابي على بعض الملوك في شَمْلة٢ شعر، فلما رآه أعرض عنه، فقال له: "إن الشَّمْلَة لا تكلمك، وإنما يكلمك مَنْ هو فيها".

وقال أعرابي: "ربَّ رجل سِرُّه منشور على لسانه، وآخر قد التحفَ عليه قلبه التحافَ الجناح على الخَوَافِي".


١ المحمل في الأصل: شقان على البعير يحمل فيهما العديلان.
٢ كساء دون القطيفة يشتمل به.

<<  <  ج: ص:  >  >>