للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأل أعرابي رجلا فحرمه، فقال له أخوه: "نزلت والله بواد غير ممطور، وأتيت رجلا بك غير مسرور، فلم تُدْرِك ما سألت، ولا نِلْتَ ما أمَّلت، فارتحل بِنَدَم، أو أَقِم على عَدَم".

"العقد الفريد ٢: ٩٢، وزهر الآداب ٢: ٥".

ودخلت أعرابية على حَمْدونة بنت المهدي، فلما خرجت سُئِلت فقالت: "والله لقد رأيتها فما رأيت طائِلا، كأنَّ بطنها قِرْبة، كأن ثديها دُبَّة، كأن استها رفعَة١، كأن وجهها وجه ديك قد نَفَش عِفَريَتَهُ٢ يقاتل ديكًا".

"العقد الفريد ٢: ٩٢، والأمالي ٢: ١٥٦".

وذم أعرابي رجلا فقال: "أفسد آخرته بصلاح دنياه، ففارق ما أصلح غير راجع إليه وقَدِم على ما أفسد غيرَ منتقل عنه، ولو صَدَق رجل نفسه ما كَذبته، ولو ألقى زِمَامه أوطأه راحِلته".

"زهر الآداب ٢: ٦".

قال الأصمعي: سمعت أعرابية تقول لرجل تخاصمه: "والله لو صُوِّر الجهل لأظلم معه النهار، ولو صُوِّر العقل لأضاء معه الليل، وإنك من أفضلهما لمُعْدِم فخفِ الله، واعلم أن من ورائك حَكَما لا يحتاج المُدَّعى عنده إلى إحضار بَيِّنَةٍ".

"زهر الآداب ٣: ١٦٣".

وقال أعرابي يَعِيب قومًا: "هم أقل الناس ذُنُوبا إلى أعدائهم، وأكثر جُرْمًا إلى أصدقائهم، يصومون عن المعروف، ويُفْطِرون على الفحشاء".

"البيان والتبيين ٣: ٢٣٠، العقد الفريد ٢: ٩٠".


١ شجرة عظيمة.
٢ عفرية الديك: ريش عنقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>