للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَجْفَاء١، وزمان أَعْجَف، وشجر أَعْسَم، في قُفٍّ غليظ فبينما نحن كذلك؛ إذ أنشأ الله تعالى من السماء غيثًا مستكِفًّا٢ نَشْؤُه، مُسْبَلَةً عَزَالِيه، ضِخَامًا قطرهُ، جَوْدًا صوبُه زاكيًا، أنزله الله تعالى رزقًا لنا، فَعَيَّش به أموالَنا، ووَصَل به طرقنا، وأصابنا وإنا لَبِنَوْطِةٍ٣ بعيدة الأرجاء، فاهْرَمَّعَ مطرها، حتى رأيتنا وما نرى غير السماء والماء وضَهَوَات الطَّلح٤، وضرب السيل النِّجَاف، وملأ الأودية فَزَعَبَها، فما لبثنا إلا عشرا، حتى رأيتها روضة تَنْدَى".

"بلوغ الأرب ٣: ٢٥٩".


١ ليس بها نبات، وأصله من العجف بالتحريك وهو الهزال، وأعسم: يابس، وأصله من العسم بالتحريك وهو يبس في مفصل الرسغ تعوج منه اليد والقدم، والقف: ما غلظ من الأرض وارتفع، لم يبلغ أن يكون جبلا: وأنشأ الله السحاب: رفعه.
٢ مستكفا: مستديرا كالكفة، "والكفة بالكسر وبضم كل مستدير"، وصوبه: مطره.
٣ النوطة: الأرض يكثر بها الطلح "والطلح: شجر عظام" والموضع المرتفع عن الماء، أو ليس بواد ولا تلعة بل بين ذلك، واهرمع: كثر وأسرع.
٤ الضهوة: بركة الماء، والنجاف جمع نجف بالتحريك وبهاء: مكان لا يعلوه الماء، أو هي أرض مستديرة مشرفة على ما حولها، وزعبها: ملأها.

<<  <  ج: ص:  >  >>