للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهم إني أسألك نجاح الأمل، عند انقطاع الأجل، اللهم اجعل خير عملي ما ولي أجلي، اللهم اجعلني من الذين إذا أعطيتهم شكروا، وإذا ابتليتهم صبروا، وإذا أذْكرتهم ذكروا، واجعل لي قلبًا توَّابًا أوَّابًا، لا فاجرا ولا مُرْتَابًا، اجعلني من الذين إذا أحسنوا ازدادوا، وإذا أساءوا استغفروا.

اللهم لا تحقِّق عليّ العذاب١، ولا تقطع بي الأسباب، واحفظني في كل ما تحيط به شفقتي، وتأتي من ورائه سَبْحَتي٢، وتعجَِز عنه قوَّتِي، أدعوك دعاء ضعيفٍ عَمَلُه، متظاهِرَة ذُنُوبه، ضنينٍ على نفسه، دعاءَ مَنْ بَدَنُه ضعيف، ومُنَّتُه٣ عاجزة، قد انتهت عُدَّته، وخَلَقَت٤ جِدَّته، وتمَّ ظِمْؤُه. اللهم لا تخيِّبني وأنا أرجوك، ولا تعذِّبني وأنا أدعوك، والحمد لله على طول النَّسِيئَة٥، وحسن التِّباعة٦، وتشنُّج العروق، وإساغة الريق، وتأخر الشدائد، والحمد لله على حِلمه بعد علمه، وعلى عفوه بعد قدرته، والحمد لله الذي لا يُودَي٧ قتيله، ولا يخيبُ سُولُه، ولا يُرَدّ رَسُولُه، اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذلِّ إلا لك، وأعوذ بك أن أقول زورا، أو أغْشَى فُجُورًا، أو أكون بك مغرورا، وأعوذ بك من شماتة الأعداء، وعُضَال الداء، وخَيْبَة الرجاء، وزوال النِّعْمَة".

"العقد الفريد ٢: ٧٧، والبيان والتبيين ٣: ٢٢٤-١٣٧-١٣٨".


١ يشير إلى قوله تعالى: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} .
٢ فعلة من السبح: وهو التقلب والانتشار في الأرض، والإبعاد في السير، والتصرف في المعاش.
٣ المنة: القوة.
٤ خلق الثوب كنصر وكرم وسمع، بل، والظم: ما بين الشربتين والوردين.
٥ الإمهال والتأخير.
٦ التباعة مثل التبعة بفتح فكسر. قال الشاعر:
أكلت حنيفة ربها ... زمن التقحم والمجاعة
لم يحذروا من ربهم ... سوء العواقب والتباعة
"لأنهم كانوا قد اتخذوا إلها من حيس فعبدوه زمنا، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه"، والحيس كشمس: تمر يخلط بالسمن واللبن المخيض فيعجن شديدًا، ثم يندر منه نواه.
٧ ودى القتيل كوعى: أعطى ديته، والسول: وهو ما سألته.

<<  <  ج: ص:  >  >>