للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منع عذر، وإذا موطل صبر، وإذا قدم العهد ذكر. قال: من أكرم الناس عشرة؟ قال: من إن قرب منح، وإن بعد مدح، وإن ظلم صفح، وإن ضويق سمح، قال: من ألأم الناس؟ قال: من إذا سأل خضع، وإذا سئل منع، وإذا ملك كنع١، ظاهره جشع٢، وباطنه طبع٣. قال: فمن أحلم الناس؟ قال: من عفا إذا قدر، وأجمل إذا انتصر، ولم تطغه عزة الظفر. قال: فمن أحزم الناس؟ قال: من أخذ رقاب الأمور بيديه، وجعل العواقب نصب عينيه، ونبذ التهيب دبر أذنيه٤، قال: فمن أخرق الناس؟ قال: من ركب الخطار٥، واعتسف٦ العثار، وأسرع في البدار، قبل الاقتدار. قال: فمن أجود الناس؟ قال: من بذل المجهود، ولم يأس على المعهود. قال: فمن أبلغ الناس؟ قال: فمن جلى المعنى المزيز٧، باللفظ الوجيز، وطبق٨ المفصل. قبل التحزيز. قال: فمن أنعم الناس عيشًا؟ قال: من تحلى بالعفاف، ورضي بالكفاف، وتجاوز ما يخاف إلى ما لا يخاف. قال: فمن أشقى الناس؟. قال: من حسد على النعم، وتسخط على القسم، واستشعر الندم، على فوت مالم يحتم. قال: من أغنى الناس؟ قال: من استشعر اليأس، وأبدى التجمل للناس، واستكثر قليل النعم، ولم يسخط على القسم. قال: فمن أحكم الناس؟ قال: من صمت فادكر، ونظر فاعتبر، ووعظ فازدجر. قال: من أجهل الناس؟ قال: من رأى الخرق مغمًا، والتجاوز مغرمًا" "الأمالي ٢:٢٨٠".


١ تقبض. تكنع جلده إذا تقبض أي ممسك بخيل.
٢ الجشع: أسوأ الحرص.
٣ الدنس.
٤ جعلت الشيء دبر أذني: إذا لم ألتفت إليه.
٥ جمع خطر، وهو الإشراف على الهلاك.
٦ الاعتساف: ركوب الطريق على غير هداية وركوب الأمر على غير معرفة.
٧ الصعب.
٨ التطبيق: أن يصيب السيف المفاصل فيفصلها لا يجاوزها.

<<  <  ج: ص:  >  >>