للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطائف، وهم الذين خطوا مشاربها، وأتوا جداولها١، وأحيوا غراسها، ورفعوا عريشها، ثم قال: وإن حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها، وكهول الناس وأغمارها٢ ورءوس الملوك وعرارها؛ فكان لهم البيضاء والسوداء، وفارس الحمراء، والجزية الصفراء٣، فبطروا النعم، واستحقوا النقم، فضرب الله بعضهم ببعض، ثم قال: وإن قبائل من الأزد نزلوا على عهد عمرو بن عامر؛ ففتحوا فيها الشرائع٤، وبنوا فيها المصانع٥، واتخذوا الدسائع٦، ثم ترامت مذحج بأسنتها، وتنزت٧ بأعنتها؛ فغلب العزيز أذلها، وقتل الكثير أقلها، ثم قال: وكان بنو عمرو بن خالد بن جذيمة يخبطون عضيدها٨، ويأكلون حصيدها، ويرشحون٩ حصيدها".

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خرء بعيضة، ولو عدلت عند الله جناح ذباب لم يكن لكافر منها خلاق، ولا لمسلم منها لحاق".

" العقد الفريد ١:١١٠".


١ أتى الماء تأتيه سهل وأصلح مجراه، أي سهلوا طرق المياه إليها.
٢ جمع غمر مثلث الغين: وهو الحدث لا تجربة له، والعرار: الرفعة والسودد.
٣ أي الذهبية.
٤ جمع شريعة، وهي مورد الشاربة كالمشرعة.
٥ المباني من القصور والحصون.
٦ جمع دسيعة، وهي الجفنة والدسكرة.
٧ تنزى: ثوثب وتسرع.
٨ العضيد: ما قطع من الشجر، أي يضربونه ليسقط ورقة فيتخذوه علفًا لإبلهم.
٩ الترشيح: التربية وحسن القيام على المال، والخضيد: ما خضد من الشجر ونحي عنه، وكل ما قطع من عود رطب "فعيل بمعنى مفعول" أي يصلحونه ويقومون بأمره.

<<  <  ج: ص:  >  >>