للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الحمد لله الذي لا إله إلا هو، الذي بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون؛ فإن الله منجز وعده، ومعز دينه، ومهلك عدوه" ثم أقبل على أبي بكر فقال: "نحن غير مخالفين لك، ولا متخلفين عنك، وأنت الوالي الناصح الشفيق، ننفر إذا استنفرتنا، ونطيعك إذا أمرتنا، ونجيبك إذا دعوتنا".

ففرح أبو بكر بمقالته، وقال له: "جزاك الله من أخ وخليل خيرًا؛ فقد أسلمت مرتغبًا، وهاجرت محتسبًا، وهربت بدينك من الكفار، لكي يطاع الله ورسوله، وتكون كلمة الله هي العليا، فتيسر رحمك الله".

فتجهز خالد بن سعيد بأحسن الجهاز وخرج هو وإخوته وغلمانه ومن تبعه من أهل بيته؛ فكان أول من عسكر، وأمر أبو بكر بلالًا فنادى في الناس: أن انفروا إلى جهاد عدوكم الروم بالشام، فنفروا إليه -وكان خالد من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره الإمارة واستعفى أبا بكر فأعفاه- "فتوح الشام ص١"

ورأى أبو بكر أن يكتب كتابًا إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الجهاد، ويرغبهم في ثوابه، وبعث الكتاب مع أنس بن مالك.

قال أنس: أتيت أهل اليمن جناحًا جناحًا وقبيلة قبيلة، أقرأ عليهم كتاب أبي بكر وإذا فرغت من قراءته قلت:

"الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإني رسول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول المسلمين إليكم، ألا وإني قد تركتهم معسكرين، ليس يمنعهم من الشخوص إلى عدوهم إلا انتظاركم، فعجلوا إلى إخوانكم رحمة الله عليكم أيها المسلمون".

فكان كل من أقرأ عليه ذلك الكتاب، ويسمع مني هذا القول يحسن الرد علي، ويقول: نحن سائرون وكأنا قد فعلنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>