القلوب؛ فإن القلوب ميتة في صدروها حتى يحييها الله، من علم شيئًا فلينتفع به، وإن للعدل أمارات وتباشير، فأما الأمارات: فالحياء، والسخاء، والهين، واللين. وأما التباشير: فالرحمة، وقد جعل الله لكل أمر بابًا، وبشر لكل باب مفتاحًا؛ فباب العدل الاعتبار ومفتاحه الزهد، والاعتبار ذكر الموت بتذكر الأموات، والاستعداد له بتقديم الأعمال، والزهد أخذ الحق من كل أحد قبله حق، وتأدية الحق إلى كل أحد له حق، ولا تصانع في ذلك أحدًا، واكتف بما يكفيه من الكفاف؛ فإن من لم يكفه الكفاف، لم يغنه شيء، إني بينكم وبين الله، وليس بيني وبينه أحد، وإن الله قد ألزمني دفع الدعاء عنه؛ فأنهوا اشكاتكم إلينا؛ فمن لم يستطع؛ فإلى من يبلغناها، نأخذ له الحق غير متعتع".