للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرهم بمسيرك، وأستنفرهم، فإن لك من طيئ مثل الذي معك، فقال علي: نعم فافعل، فتقدم عدي إلى قومه، فاجتمعت إليه رؤساء طيئ، فقال لهم:

"يا معشر طيئ: إنكم أمسكتم عن حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشرك، ونصرتم الله ورسوله في الإسلام على الردة، وعلي قادم عليكم، وقد ضمنت له مثل عدة من معه منكم، فخفوا١ معه، وقد كنتم تقاتلون في الجاهلية على الدنيا، فقاتلوا في الإسلام على الآخرة، فإن أردتم الدنيا فعند الله مغانم كثيرة، وأنا أدعوكم إلى الدنيا والآخرة، وقد ضمنت عنكم الوفاء، وباهيت بكم الناس، فأجيبوا قولي، فإنكم أعز العرب دارًا، لكم فضل معاشكم وخيلكم، فاجعلوا فضل المعاش للعيال٢، وفضول الخيل للجهاد، وقد أظلكم علي والناس معه من المهاجرين والبدريين٣ والأنصار، فكونوا أكثرهم عددًا، فإن هذا سبيل للحي فيه الغنى والسرور، وللقتيل فيه الحياة والرزق".

فصاحت طيئ: نعم نعم! حتى كاد أن يصم من صياحهم.

"الإمامة والسياسة ١: ٤٥".


١ أي ارتحلوا مسرعين.
٢ جمع عيل "كجيد" وهو من يجب الإنفاق عليه.
٣ أي الذين حضروا وقعة بدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>