أيها الناس إن أمر عثمان قد أعيا من شهده، فكيف بمن غاب عنه، وإن الناس بايعوا عليًا غير واتر ولا موتور، وكان طلحة والزبير ممن بايعاه، ثم نكثا بيعته على غير حدث، ألا وإن هذا الدين لا يحتمل الفتن، وقد كانت بالبصرة أمس روعة ملمة، إن يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للناس، وقد بايعت الأمة عليًّا، ولو ملكنا والله الأمور لم نختر لها غيره، فادخلْ معاويةُ فيما دخل فيه الناس، فإن قلت: استعملني عثمان ثم لم يعزلني، فإن هذا قول لو جاز لم يقم لله دين، وكان لكل امرئ ما في يديه، ولكن الله جعل للآخر من الولاة حق الأول، وجعل الأمور موطأة ينسخ بعضها بعضًا" ثم قعد.