للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خذله، وإنه لأخوه في دينه، وابن عمه١، وسلفه٢، وابن عمته٣، ثم قد أقبلوا من عراقهم حتى نزلوا شامكم وبلادكم وبيضتكم٤، وإنما عامتهم بين قاتل وخاذل، فاستعينوا بالله واصبروا، فلقد ابتليتم أيتها الأمة، ولقد رأيت في منامي في ليلتي هذه، لكأنا وأهل العراق اعتورنا٥ مصحفا نضربه بسيوفنا، ونحن في ذلك جميعًا ننادي: ويحكم الله! ومع أنا والله لا نفارق العرصة٦ حتى نموت، فيكم بتقوى الله، وليكن الثبات لله، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "إنما يبعث المقتتلون على الثبات" أفرغ الله علينا وعليكم الصبر، وأعز لنا ولكم النصر، وكان لنا ولكم في كل أمر، وأستغفر الله لي ولكم".

"شرح ابن أبي الحديد: ١: ٤٨٤".


١ عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
٢ السلف "بفتح فكسر وبكسر فسكون" من الرجل: زوج أخت امرأته وقد علمت أن عثمان تزوج السيدة رقية أخت السيدة فاطمة زوج الإمام علي.
٣ أم عثمان هي أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم عمة النبي صلى الله عليه وسلم.
٤ البيضة: ساحة القوم.
٥ اعتوروا الشيء: تداولوه.
٦ العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء.

<<  <  ج: ص:  >  >>