للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإفضال، مالك اليوم الذي لا بيع فيه١ ولا خلال٢، أحمده على حسن البلاء، وتظاهر النعماء، وفي كل حال من شدة أو رخاء، أحمده على نعمه التوام، وآلائه العظام، حمدًا يستنير بالليل والنهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة النجاة في الحياة الدنيا وعند الوفاة، وفيها الخلاص يوم القصاص، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى، وإمام الرحمة والهدى، صلى الله عليه وآله.

ثم كان من قضاء الله أن جمعنا وأهل ديننا في هذه الرقعة من الأرض، والله يعلم أني كنت كارهًا لذلك، ولكنهم لم يبلعونا ريقنا، ولم يتركونا نرتاد لأنفسنا، وننظر لمعادنا، حتى نزلوا بين أظهرنا، وفي حريمنا وبيضتنا٣، وقد علمنا أن في القوم أحلامًا وطغامًا٤، ولسنا نأمن طغامهم على ذرارينا ونسائنا، ولقد كنا نحب أن لا نقاتل أهل ديننا، فأخرجونا حتى صارت الأمور إلى أن قاتلناهم عدا حمية٥، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين.

أما والذي بعث محمدًا بالرسالة لوددت أني مت منذ سنة، ولكن الله إذا أراد أمرًا لم يستطع العباد رده، فنستعين بالله العظيم، وأستغفر الله لي ولكم".

"شرح ابن أبي الحديد ١: ٤٨٥ والأغاني ١٩: ٥٥".


١ لا بيع فيه فيباع المقصر ما يتدارك به تقصيره، أو يفدي به نفسه.
٢ الخلال والمخالة مصدر خال: المصادقة، أي ولا مخالة فيه فيشفع لك خليلك.
٣ البيضة: ساحة القوم.
٤ الحلم بالكسر: الأناة والعقل، وهو حليم والجمع حلماء وأحلام، والطغام: أوغاد الناس.
٥ الحمية: الأنفة "وفي الأصل غدا، وأرى صوابه عدا أي أعداء".

<<  <  ج: ص:  >  >>