للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي هو بالعباد بصير، أن لو كان قائدنا رجلًا مخدوعًا، إلا أن معنا من البدريين سبعين رجلًا، لكان ينبغي لنا أن تحسن بصائرنا، وتطيب أنفسنا، فكيف وإنما رئيسنا ابن عم نبينا، بدري صدق، صلى صغيرًا، وجاهد مع نبيكم صلى الله عليه وسلم كثيرًا، ومعاوية طليق من وثاق١ الأسارى، إلا أنه أخو جفاة، فأوردهم النار، وأورثهم العار، والله محل بهم الذل والصغار٢، ألا إنكم ستلقون عدوكم غدًا، فعليكم بتقوى الله من الجد والحزم والصدق والصبر، فإن الله مع الصابرين، ألا إنكم تفوزون بقتلهم، ويشقون بقتلكم، والله لا يقتل رجل منكم رجلًا منهم إلا أدخل الله القاتل جنات عدن وأدخل المقتول نارًا تلظى، لا تفتر عنهم وهم فيها مبلسون٣، عصمنا الله وإياكم بما عصم به أولياءه، وجعلنا وإياكم ممن أطاعه واتقاه، وأستغفر الله العظيم لي ولكم والمؤمنين".

"شرح بن أبي الحديد ١: ص ٤٨٣".


١ الوثاق بالفتح ويكسر: ما يشد به، وأوثقه في الوثاق شده {فَشدُّوا الوَثَاقَ} .
٢ الذل والضيم.
٣ من أبلس: إذا يئس وتحير.

<<  <  ج: ص:  >  >>