للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واستحر الموت، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب، انفراج الرأس١، والله إن امرأ يمكن عدوه من نفسه يعرق٢ لحمه، ويهثم عظمه، ويفري٣ جلده لعظيم عجزه، ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره، أنت فكن ذاك إن شئت٤ فأما أنا: فوالله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية٥ تطير منه فراش٦ الهام، وتطيح السواعد والأقدام، ويفعل بعد ذلك ما يشاء.

أيها الناس: إن لي عليكم حقًّا، ولكم علي حق؛ فأما حقكم علي فالنصيحة لكم وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كيلا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا، وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم".


١ أي انفراجًا لا التئام بعده.
٢ عرق العظم عرقًا. أكل ما عليه من اللحم، كتعرقه.
٣ يمزق.
٤ الخطاب عام لكل من أمكن عدوه من نفسه.
٥ السيوف، نسبة إلى مشارف الشام، وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف.
٦ عظامها الرقيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>