للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاينت سوء آثارها على أهلها، وكيف عري من كست، وجاع من أطعمت، ومات من أحيت. احتفظ من النعمة احتفاظك من المصيبة، فوالله لهي أخوفهما عندي عليك أن تستدرجك وتخدعك. الدنيا أمل مخترم وأجل منتقص، وبلاغ إلى دار غيرها، وسير إلى الموت ليس فيه تعريج، فرحم الله امرأ فكر في أمره، ونصح لنفسه، وراقب ربه واستقال ذنبه. إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجوف، مؤدية إلى السقم. رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي، أفلح من حفظ من الطمع والغضب والهوى نفسه".

ومن كلام عثمان رضي الله عنه:

"ما يزع١ الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن. يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك. أنتم إلى إمام فعال أحوج منكم إلى إمام قوال –قاله يوم صعد المنبر فأرتج عليه".

ومن كلام ابن عباس رضي الله عنه:

"صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجد متكا. الحرمان خير من الامتنان. ملاك أمركم الدين، وزينتكم العلم، وحصون أعراضكم الأدب، وعزكم الحلم. وحليتكم الوفاء. القرابة تقطع. والمعروف يكفر. ولم ير كالمودة. لا تمار سيفهًا ولا حليمًا. فإن السفيه يؤذيك.

والحليم يقليك٢. واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالحسنات. مأخوذ بالسيئات".

ومن كلام ابن مسعود رضي الله عنه:

"ما الدخان على النار بأدل من الصاحب على الصاحب، الدنيا كلها غموم، فما كان منها في سرور فهو ربح".


١ يكف.
٢ يبغضك.

<<  <  ج: ص:  >  >>