ولما ضرب عبيد الله هانئًا وحبسه، خشي أن يثب الناس به، فخرج، فصعد المنبر ومعه أشراف الناس، وشرطه، وحشمه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعد، أيها الناس: فاعتصموا بطاعة الله وطاعة أئمتكم، ولا تختلفوا، ولا تفرقوا، فتهلكوا وتذلوا وتقتلوا، وتجفوا وتحرموا، إن أخاك من صدقك، وقد أعذر من أنذر".
وبلغ مسلم بن عقيل خبر ضرب هانئ وحبسه، فأمر أن ينادى في أصحابه -وكان قد بايعه من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفًا- وأقبل نحو القصر، فتحرز فيه ابن زياد وغلق الأبواب، وبعث إلى الأشراف فجمعهم إليه، ثم قال:"أشرفوا على الناس، فَمَنُّوا أهل الطاعة الزيادةَ والكرامةَ، وخَوِّفُوا أهل المعصية الحرمانَ والعقوبةَ، وأعلموهم فصولَ١ الجنود من الشأم إليهم".