للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبَوْا وهابوا، واعترضوا وانجابوا١، فقد ثَبَرُوا٢ وحابُوا٣" وأقبل القوم، فدخلوا على المختار، فقال لهم: ما وراءكم؟ قد فتنتم وارتبتم، فقالوا له: قد أمرنا بنصرتك، فقال: الله أكبر أنا أبو إسحق! اجمعوا إلي الشيعة، فجمع له منهم من كان منه قريبًا فقال:

"يا معشر الشيعة: إن نفرًا منكم أحبوا أن يعلموا مصداق ما جئت به، فرحلوا إلى إمام الهدى، والنجيب المرتضى، ابن خير من طشى٤ ومشى، حاشا النبي المجتبى٥ فسألوه عما قدمت به عليكم، فنبأهم أني وزيره وظهيره، ورسوله وخليله، وأمركم باتباعي وطاعتي فيما دعوتكم إليه، من قتال المحلين، والطلب بدماء أهل بيت نبيكم المصطفين".


١ انجابت الصحابة: انكشفت، والمعنى: وإن هم انسلخوا منا، وانشقوا علينا.
٢ ثبر، كقعد ثبورًا: هلك.
٣ حاب: أثم، والحوب بالفتح والضم: الإثم، وفي الأصل خابوا، وأرى أن تكون بالحاء لتقدم كلمة خابوا في أول قوله.
٤ هكذا في الأصل، ولم أجد كلمة "طشى" في كتب اللغة، وفي لسان العرب "تطشى المريض برئ" وليست مناسبة هنا، وأرى أن العبارة: ابن خير من مشى وطشى" بتأخير طشى، وأنه إتباع الفعل قبله لتقويته وتوكيده، وهو كثير في كلام العرب، كقولهم: حسن يسن، وعفريت نفريت، وعطشان نطشان وشحيح بحيح، وكثير بثير، وحياك الله وبياك –وإن قيل إن الإتباع لا يكاد يكون بالواو- اقرأ باب الإتباع في المزهر للسيوطي "١: ٢٤٤" وفي الأمالي "٢: ٢١١".
٥ المختار.

<<  <  ج: ص:  >  >>