للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مساء اليوم الثالث دعا ابن مطيع أصحابه، فذكر الله بما هو أهله، وصلى على نبيه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال:

"أما بعد: فقد علمت الذين صنعوا هذا منكم من هم، وقد علمت إنما هم أراذلكم وسفهاؤكم وطغامكم وأخساؤكم، ما عدا الرجل أو الرجلين، وأن أشرافكم، وأهل الفضل منكم لم يزالوا سامعين مطيعين مناصحين، وأنا مبلغ ذلك صاحبي، ومعلمه طاعتكم وجهادكم عدوَّه، حتى كان الله الغالب على أمره، وقد كان من رأيكم وما أشرتم به عليَّ ما قد علمتم، وقد رأيت أن أخرج الساعة".

فقال له شبث: "جزاك الله من أمير خيرًا، فقد والله عففت عن أموالنا، وأكرمت أشرافنا، ونصحت لصاحبك، وقضيت الذي عليك، والله ما كنا لنفارقك أبدًا، إلا ونحن منك في إذن" فقال: جزاكم الله خيرًا، ثم خرج، وخلى القصر، وفتح أصحابه الباب، فقالوا: يابن الأشتر، آمنون نحن؟ قال: أنتم آمنون، فخرجوا، فبايعوا المختار.

"تاريخ الطبري ٧: ١٠٨"

<<  <  ج: ص:  >  >>